Brain

لطالما عرف علماء الأعصاب أن الدماغ قادر على تعلم أشياء جديدة ، لكنهم لم يفهموا تمامًا كيف تعمل هذه العملية وألقت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Neuroscience الضوء على الآليات التي يتعلم بها الدماغ مهارات جديدة وركزت الدراسة ، التي قادها باحثون في جامعة كاليفورنيا ، بيركلي ، على منطقة في الدماغ تسمى الحُصين.

ويشارك الحُصين في التعلم والذاكرة ، ومن المعروف أنه نشط بشكل خاص أثناء التعلم ووجد الباحثون أنه عندما تم تدريب الفئران على أداء مهمة جديدة ، أظهر الحُصين نشاطًا متزايدًا في مجموعة معينة من الخلايا العصبية وكانت هذه الخلايا العصبية موجودة في منطقة من قرن آمون تسمى التلفيف المسنن ووجد الباحثون أيضًا أن الروابط بين هذه الخلايا العصبية أصبحت أقوى عندما تعلمت الفئران المهمة.

وهذا يشير إلى أن تعزيز هذه الروابط هو جزء أساسي من عملية التعلم وتقدم نتائج هذه الدراسة رؤى جديدة حول كيفية تعلم الدماغ لأشياء جديدة ويقترحون أن الحُصين يلعب دورًا مهمًا في التعلم ، وأن تقوية الروابط بين الخلايا العصبية هو جزء أساسي من العملية وقد يؤدي هذا البحث إلى علاجات جديدة لاضطرابات التعلم وحالات أخرى تؤثر على قدرة الدماغ على التعلم.

ويمكن أن يساعدنا أيضًا على فهم أفضل لكيفية تعلم الدماغ للغات ومهارات وقدرات أخرى جديدة ونتائج هذه الدراسة لها آثار عديدة بالنسبة لنا ويقترحون أنه لم يفت الأوان أبدًا لتعلم أشياء جديدة ويستطيع الدماغ دائمًا إعادة توصيل نفسه وتكوين روابط جديدة ، حتى في سن الشيخوخة وتقترح الدراسة أن أفضل طريقة لتعلم شيء جديد هي التدرب بانتظام وكلما تدربت أكثر ، كلما أصبحت الروابط بين الخلايا العصبية أقوى ، وأصبح التعلم أسهل.

وتقترح الدراسة أن هناك أشياء يمكننا القيام بها لتحسين قدرة دماغنا على التعلم وعلى سبيل المثال ، يمكننا تناول نظام غذائي صحي والحصول على قسط كاف من النوم وممارسة الرياضة بانتظام ويمكن أن تساعد هذه الأنشطة في حماية أدمغتنا من التلف وتحسين وظائفنا الإدراكية وإذا كنت تتطلع إلى تعلم شيء جديد ، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو أن تبدأ اليوم وكلما مارست أكثر ، كلما أصبحت أفضل فيه ومن يدري ، قد تفاجئ نفسك بما يمكنك تعلمه.

وعندما نتعلم شيئًا جديدًا ، تنشئ أدمغتنا روابط جديدة بين الخلايا العصبية. تسمى هذه الوصلات المشابك العصبية ، وهي تسمح للخلايا العصبية بالتواصل مع بعضها البعض. كلما مارسنا شيئًا ما ، أصبحت هذه المشابك أقوى. هذا هو السبب في أنه من الأسهل القيام بشيء ما كلما قمنا به كما أن الدماغ قادر على إعادة توصيل نفسه. هذه العملية تسمى التقليم العصبي ، وهي تنطوي على تخليص الدماغ من نقاط الاشتباك العصبي غير المستخدمة.

وهذا يساعد الدماغ على أن يصبح أكثر كفاءة والتركيز على الأشياء المهمة والمرونة العصبية هي عملية تستمر مدى الحياة ، ولم يفت الأوان بعد لتعلم أشياء جديدة. كلما تعلمنا ، كلما تغيرت أدمغتنا وتتكيفت. هذا يمكن أن يؤدي إلى تحسين الوظيفة الإدراكية ونوعية حياة أفضل.




إقراء إيضاً : أطعمة خارقة تعادل المشي 4 آلاف خطوة في اليوم ... متابعة القراءة